آراء

الأغبياء يتساءلون.. هل دخلت «الحركة الشعبية» في حلف مع «الجنجويد» ضد الجيش؟

الأغبياء يتساءلون.. هل دخلت «الحركة الشعبية» في حلف مع «الجنجويد» ضد الجيش؟

عبدالغني بريش فيوف

الأغبياء، ونقصد بهم هنا عزيزي القارئ، هؤلاء السودانيون، الذين يقدمون انفسهم على القنوات والفضائيات والإذاعات المرئية والمسموعة (كخبراء استراتيجيين ومحللين) وولخ.

هؤلاء الأغبياء الذين يظهرون بشكل غير باهي في وسائل الإعلام، يفضلون الخرافات والأوهام والخزعبلات في تفسير الوقائع السياسية وأمور أخرى في سوداننا المسكين، تفسيرات لا علاقة لها بأسبابها الواقعية. يُقرون بمبدأ السببية، لكنهم ولغباءهم يردون الوقائع إلى أسباب وهمية وانتهازية.

في ظل الحرب التي تخوضها ميليشيا الدعم السريع ضد الشعب السوداني منذ اكثر من شهرين، وجد هؤلاء الأغبياء، الفرصة سانحة جدا، لتوزيع الخزعبلات والأوهام السياسية، فيما يتعلق بموقف الحركات المسلحة -سيما الحركة الشعبية لتحرير السودان من هذه الحرب التآمرية.

قبل أيام، تدوالت مواقع التواصل الاجتماعي خبراً مفاده، بشن «الحركة الشعبية لتحرير السودان»، هجوما على مدينة كادوقلي والدلينج، في ولاية جنوب كردفان، وحسب الخبر، اعتبر المراقبين والمحللين السياسيين، هذا الهجوم خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينها وبين الحكومة السودانية، واستغلالاً للأوضاع المترتبة على الحرب بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، ودعماً «مباشراً» لهذه القوات التي تقاتل الجيش، وذلك عبر إشغاله بمعركة غير معركته مع “الدعم السريع”.»

وتساءل هؤلاء المراقبون عن مقاصد «الحركة الشعبية» من الدخول في معركة مع الجيش في الوقت الذي يخوض فيه هذا الأخير معركة ضد عدوها التقليدي «الدعم السريع»، وما إذا كان هذا الهجوم دعماً غير مباشر لـ«الدعم السريع» في معركته ضد الجيش؟

ويجيب هؤلاء المحللين والخبراء الاستراتيجيين على التساؤل اعلاه -بالقول، إن خطوة «الحركة الشعبية» تعد نموذجاً لتفكير الحركات المسلحة بالسودان في «كيفية تغليب التكتيك على الاستراتيجية». وتابعوا: الحركة حسبت أن كل أجهزة الدولة، بما فيها القوات المسلحة، مشغولة بالمعارك في الخرطوم، واعتبرت أن هناك فرصة سانحة للتقدم في هذه المناطق وكسب مساحات جديدة تضاف للمناطق التي تسيطر عليها.

ويوضح أحد المحللين أن الحركة لم تحسب حسابات تأثير الخطوة على صورتها وعلى ما تنادي به من أفكار، فبدت كأنها تنسق مع قوات الدعم السريع لتفتح جبهة جديدة، بحيث تتوزع قدرات الجيش السوداني في أكثر من جبهة، بما يتيح لقوات الدعم السريع، التي يفترض أنها خصم استراتيجي وعدو رئيسي للحركة الشعبية، أن تتحرك بشكل أفضل وتحقق انتصاراً على الجيش السوداني.

أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بحري، البروفسور صلاح الدومة، فيرى أن «طموحات الحركة الشعبية زادت بعدما وهن المركز»، وأن الأخطاء الغبية للانقلابين؛ الأول (25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) والثاني (انقلاب 15 أبريل/ نيسان) ويقصد حرب الجيش و«الدعم السريع»، والإدارة السيئة للدولة والأزمة، زادت وهن الدولة الواهنة أصلاً، ما شجع «الحركة الشعبية» على رفع سقف طموحاتها لتتمدد في إقليم جنوب كردفان.

ويعد الدومة أن هجوم «الحركة الشعبية» على قوات الجيش يشكل دعماً مباشراً لقوات «الدعم السريع»، العدو التقليدي لها، ويفسر ذلك قائلاً: «في العلاقات الدولية، هناك عدة مبادئ على رأسها مبدأ مصالح الصراع، وهو مبدأ يقلب العلاقات رأساً على عقب، ويتحول بموجبه أعداء الأمس إلى أصدقاء، وأصدقاء الأمس إلى أعداء». وتابع: «تعد الحكومة المركزية لسودان 1956 العدو اللدود للحركة الشعبية والدعم السريع، وعدو العدو صديق، فمتى توافقت المصالح يمكن أن يصبح الأعداء أصدقاء.»

عزيزي القارئ..

يجب أولاً تثبيت بعض الحقائق، قبل الرد على المحللين والخبراء الاستراتيجيين الأغبياء:

1/الحركة الشعبية لتحرير السودان -حركة وطنية.. بينما الدعم السريع “الجنجويد” -ميليشيا قبيلية مختلطة بمرتزقة من عدة دول افريقية!!

2/الحركة الشعبية، لها مشروع وطني لكل السودانيين (مشروع السودان الجديد).. بينما ميليشيا الجنجويد، لها مشروع -لكن مشروع مملكة “آل دقلو” لشتات عرب أفريقيا!!

3/الحركة الشعبية، رفضت الدخول مع الحكومة الانتقالية في أي مفاوضات بعد سقوط البشير، لان ملف السلام آل لزعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو!!

4/الحركة الشعبية لتحرير السودان، لا يمكنها ابدا ابدا ان تضع يدها بيد ميليشيا اجرامية قبلية ارهابية عنصرية، تغتصب النساء وتدمر في البنية التحتية للدولة.

الآن، وبعد تثبيت الحقائق اعلاها، نعود للمحللين والخبراء الاستراتيجيين الجهلاء، للرد على تساؤلاتهم واسئلتهم الغبية حول الاحداث التي دارت في اقليم جبال النوبة الأيام القليلة الماضية.

أولاً/الحركة الشعبية لتحرير السودان، لم تصدر أي بيان بخصوص احداث كادوقلي والدلينج، بالتأكد أو النفي لهذه المزاعم. لكن لنقل مثلا، ان الحركة الشعبية، شنت هجوما شاملا على اقليم جبال النوبة.. فالسؤال المهم هو: لمّا لا:

1/والجيش السوداني، ولأكثر من شهرين لا يستطيع تطهير العاصمة من ميليشيا الجنجويد!!

2/والجيش السوداني، لا يستطيع اخراج ميليشيا الجنجويد من بيوت ومنازل المواطنين!!

3/والجيش السوداني، لا يستطيع منع التطهير العرقي في الجنينة وزالنجي وطويلة!!

4/ومعسكرات الجيش السوداني، تسقط في يد ميليشيا الجنجويد معسكر تلو آخر!!

5/وميليشيا الجنجويد على بعد بضعة كيلومترات من مدينة الدلينج وكادوقلي والدبيبات وتلودي وأبو جبيهة وغيرها من المدن في جبال النوبة!!

إذن، يا أيها الخبير الاستراتيجي الغبي، فإن الخطوة التي اتخذتها الحركة الشعبية، في المناطق المذكورة، خطوة ضرورية وحتمية، وذلك للحفاظ على ارواح المواطنين في اقليم جبال النوبة حتى لا يكونوا تحت رحمة الجنجويد -على غرار ما حدث لأهالي، ام درمان والخرطوم والجنينة وزالنجي وكُتُم وغيرها.

أما قولكم يا ايها المحللون والخبراء الاسترتيجيين الأغبياء، ان خطوة الحركة الشعبية في جبال النوبة، طعنة في ظهر الجيش السوداني، فإن سؤالنا لكم هو: هل للجيش السوداني ظهر أصلاً حتى يُطعن؟

الحركة الشعبية لتحرير السودان، اعتبرت ميليشيا الدعم السريع “الجنجويد” منذ نشأتها، قوة محتلة للسودان، فكيف لها إذن، يا أيها الخبراء الأغبياء، ان تدخل في حلف مع الجنجويد؟

لكن لو انتم على اصراركم بوجود حلف سري بين الحركة الشعبية والجنجويد ضد الجيش.. فاجابتنا لكم، نعم، ستتحالف الحركة الشعبية مع الجنجويد ضد الجيش السوداني، عندما تطير الخنازير!!

So, for conspiracy theorists who claim to be strategic experts, we say yes, the SPLA will join the Janjaweed to attack the Sudanese army, but only when pigs fly.

Author

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى