آراء

على عبدالعزيز الحلو النأي بالحركة الشعبية عن لقاءات حمدوك و”تقدم”!!

 عبدالغني بريش فيوف

كشف مصدر سوداني يوم السبت 6 يناير 2024، أن وفدًا من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية بقيادة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، سيزور دولة جنوب السودان الأيام المقبلة؛ لعقد لقاءات مع قيادتها ومناقشة سبل وقف الحرب بالسودان.

وقال المصدر إن الوفد الذي يقوده حمدوك سيلتقي في جوبا قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو، الذي يسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق؛ لطرح رؤية تنسيقية “تقدم” بشأن وقف الحرب بالسودان وتأسيس الدولة السودانية.

من جهتها، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) في تصريح صحفي اليوم، إنها أرسلت خلال الأيام الماضية خطابات لعدد من القوى السياسية والمسلحة السودانية، تطلب فيها اجتماعات مباشرة وعاجلة؛ لبحث سبل وقف وإنهاء الحرب وبناء أوسع جبهة مدنية ديمقراطية تتصدى لهذه المهمة.

وشملت الخطابات بحسب “تقدم”، كلا من “الحركة الشعبية لتحرير السودان قيادة عبدالعزيز الحلو، وحركة جيش تحرير السودان قيادة عبدالواحد محمد نور، والحزب الشيوعي السوداني، وحزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)“.

وأكدت التنسيقية أنها لن تدخر جهدًا من أجل وقف وإنهاء الحرب في البلاد، والتواصل مع كل القوى الثورية والوطنية الساعية لوقف الحرب وللتحول المدني الديمقراطي، لطي هذه الصفحة الكئيبة من تاريخ السودان، ولاستشراف مستقبل أفضل تظلله قيم الوحدة والسلام والعدالة والحرية والرفاه.

وكانت “تقدم” بقيادة حمدوك، عقدت خلال الفترة الأخيرة اجتماعات مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أسفرت عن توقيع إعلان مشترك أبدت فيه قوات الدعم السريع استعدادها ﻟﻮﻗﻒ عدائيات فوري، بينما ﺗﻌﻤـﻞ قوى “تقدم” للوصول ﻣﻊ قادة الجيش للالتزام بالإجراءات ذاتها.

وينص إعلان أديس أبابا على طرح التفاهمات الواردة فيه، بواسطة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، على قيادة الجيش السوداني، لتكون أساسًا لحل سلمي يُنهي الحرب.

عزيزي القارئ..

أولاً/ ما هي تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” التي يقودها عبدالله حمدوك من العاصمة الأثيوببة -اديس ابابا؟

“تقدم”، هي الوجه الآخر لإئتلاف الحرية والتغيير (قحت)، بمعنى ان “قحت” ذاته، غيرّ جلده وأصبح يعرف الآن بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” بعد ان هربت قياداتها الى خارج الوطن جراء حرب الجنجويد على الشعوب السودانية.

أما لماذا غيرّ “قحت” اسمه لــ “تقدم”، فالسبب هو ان “قحت”، أصبح منبوذاً وغير مقبول من قبل الشارع السوداني، ولأنه ما زال يحلم بالسلطة، كان لابد له من هذه الخطوة التضليلية الاستحمارية.

إذن “تقدم”، ما هي إلا عملية تدوير لنفايات (قحت). أما عن من يتساءلون عن معنى التدوير.. هل هناك تدوير أيضا في السياسة!!، فالإجابة، نعم، ذلك ان التدوير عموما، هو عبارة عن إعادة المنتج أو السلعة المصنعة سابقاً، بعد انتفاء الحاجة لها ورميها في مناطق جمع النفايات ومواقع الطمر الصحي، باعتبارها سلعة تالفة وان بقائها يسبب ضرراً على والبيئة والمجتمع ، فتقوم شركات إعادة التصنيع (شركات التدوير) بأعادة فرز النفايات وتصنيفها ومن ثم تصنيعها من جديد بعد اضافة مواد تساهم في تحسينها لكنها في الحقيقة تبقى مواد مضرة بالصحة وعليها الكثير من المحذورات.

في السياسة أيضا، هناك تدوير، وتغيير ائتلاف قحت اسمه لـــــ “تقدم”، انما عملية تدوير، وهذه العملية ستكون خطرها اعظم على كل السودان، كون “تقدم” تشكل الحاضنة السياسية لميليشيات الدعم السريع (الجنجويد)، وهم لا يمانعون من أجل العودة للسلطة ان يجعلوا من السودان مسرحا للصراعات الاقليمية والدولية. انهم لا يمانعون تدمير كل مقومات المجتمع ليكونوا حُكاماً للسودان.

أما لماذا ندعو قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بالإبتعاد عن “تقدم” حمدوك، فللأسباب التالية:

1/الحرب الدائرة في السودان حالياً، هي نتاج للمحاصصة وتقاسم السلطة التي تم بين “قحت” والدعم السريع “الجنجويد” والبرهان والحركات الدارفورية، بعد سقوط البشير، والحركة الشعبية -شمال، لم تكن جزءاً من هذه القسمة.

2/تقاسم السلطة بعد الثورة بين الأطراف المذكورة في الأعلى، تم بتدخلات اطراف اقليمية ودولية، وهذه الأطراف لها وجودها القوي في الحرب الدائرة اليوم، والحركة الشعبية كانت قد حذرت من تلك التدخلات الخارجية.

3/”تقدم” لا تستطيع ان توقف الحرب في السودان، ذلك ان قرار وقف الحرب من عدمه، ليس بيدها، بل في يد، أطراف خارجية، سيما دويلة آل نهيان.

4/”تقدم”، لم تتقدم بدعوتها لوقف الحرب، من داخل السودان وفي المناطق التي تشهد المعارك الدامية/ كام درمان ومدني ودارفور وكردفان، بل من دولة اثيوبيا المجاورة، فمثل هذه الدعوات تعتبر فوقية ولا يمكن قبولها من قبل السودانيين.

5/حدث ان قابل عبدالله حمدوك، رئيس الحركة الشعبية مرتين في كل من كاودا واديس ابابا، لكن ما تم الاتفاق عليه في المكانين، لم يرى النور، لأن حمدوك كان أسيراً لإئتلاف “قحت” ولا يملك أمر نفسه.

6/الحركة الشعبية ترى وما زالت على رأيها، على ان الأزمة السودانية لابد ان تحل حلا شاملا وجذريا، وحمدوك وتقدمه، انما يبحثان عن حلول ترقيعية، وهذا ما ترفضه الحركة الشعبية رفضا باتا.

وللأسباب المذكورة وغيرها من الأسباب التي لم تُذكر هنا، يجب على رئيس الحركة الشعبية -شمال، القائد عبدالعزيز الحلو، عدم ضياع الوقت والتورط مع شخص لا يملك تصورا وطنيا شاملا من عنده، بل يتحرك بتصور “تقدم” التي هي الجناح السياسي للجنجويد الذين يمارسون كل أنواع الانتهاكات الإنسانية ضد الشعوب السودانية.

ان استمرار الحرب بكل ويلاتها ومآسيها، احسن بكثير من سلام لا يعالج جذور الأزمة السودانية وحتما سيؤدي الى ولادة مزيد من الحروب، وليمتنع ويعتذر القائد عبدالعزيز عن لقاء حمدوك وتقدمه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى