أخبار

وكالات الإغاثة بالسودان تعاني في توصيل المساعدات بسبب النهب والبيروقراطية

من أيدن لويس

القاهرة (رويترز) – يقول عاملون في مجال الإغاثة في السودان إن القتال العنيف وتفشي أعمال النهب والإجراءات البيروقراطية عوامل تعرقل جهودهم الرامية إلى توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية لملايين الأشخاص الذين يعتمدون الآن على جهود الإغاثة منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في منتصف أبريل نيسان.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 25 مليون شخص أو أكثر من نصف السكان بحاجة إلى المساعدات في الوقت الحالي، ارتفاعا من 16 مليونا قبل بدء القتال.

وقال جان نيكولاس أرمسترونج دانجلسر الذي يتولى أنشطة التنسيق في حالات الطوارئ بمنظمة أطباء بلا حدود “في كثير من الأحيان لا يمكننا التحرك بسبب تعرض المستودع للنهب أو لأن الوضع غير آمن لتحرك موظفينا أو قائد الشاحنة”.

وأضاف أن سائقي الشاحنات يتعرضون للاحتجاز أحيانا إلى جانب الاستيلاء على المساعدات.

ووقعت أعنف موجات القتال في العاصمة الخرطوم، وهي واحدة من أكبر المناطق الحضرية في أفريقيا ويسكنها خمسة ملايين شخص أو أكثر، لكنها امتدت لأبعد من ذلك إلى منطقة دارفور الواقعة في أقصى الغرب والتي تعاني بالفعل من ويلات الصراع منذ سنوات.

ولقي ثمانية من عمال الإغاثة حتفهم على الأقل من بين مئات الأشخاص الذين لاقوا حتفهم جراء القتال المستمر منذ سبعة أسابيع. ووافق الطرفان على عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار لكن شابتها العديد من الانتهاكات. وانهارت المحادثات التي احتضنتها مدينة جدة السعودية بين الطرفين المتصارعين.

ونزح 1.2 مليون شخص داخل السودان بينما فر 400 ألف إلى الدول المجاورة.

وقالت أليونا سينينكو، المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر “لا يقتصر الأمر على القتال… بل يمتد ليشمل أعمال النهب وحالة الفوضى العامة التي تجعل الأمور معقدة للغاية”.

وقال مسؤول من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن 162 شاحنة على الأقل تابعة لمنظمات الإغاثة تعرضت للسرقة، بينما تعرض 61 مكتبا و57 مستودعا للنهب.

وقال دانجلسر من منظمة أطباء بلا حدود “يكاد يكون من المستحيل نقل أي شيء من خارج دارفور إلى دارفور في الوقت الحالي”.

وأشار عاملون في مجال الإغاثة إلى تعطل الاتصالات، مما أعاق تنسيق المساعدات ودفع رواتب الموظفين الذين يعتمدون على تطبيقات الهاتف المحمول بعد توقف النظام المصرفي عن العمل إلى حد كبير.

وأصبح ميناء بورتسودان الذي يسيطر عليه الجيش شرق البلاد مركزا لتسليم المساعدات، ومركزا للمسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الذين فروا من العاصمة التي تبعد عنه لمسافة 820 كيلومترا.

لكن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية قال إن 129 شاحنة مساعدات فقط من أصل 168 كانت جاهزة لتوصيل المساعدات وصلت إلى وجهتها في جميع أنحاء السودان منذ 24 مايو أيار.

* معاناة فرق الإغاثة

تقول وكالات الإغاثة أيضا إنها عانت للحصول على تأشيرات دخول إلى السودان أو تصاريح سفر لإيصال مساعدات الإغاثة إلى داخل البلاد.

وقال ممثل إحدى المنظمات غير الحكومية، طالبا عدم نشر اسمه لتجنب تعريض المفاوضات الحساسة حول توصيل المساعدات إلى الخطر “على الصعيد الوطني، يبدو من منظور بيروقراطي أن الوضع يزداد سوءا ويأخذ أبعادا أمنية بشكل متزايد”.

وذكر المسؤول من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن السفارات السودانية لم تنظر حتى 27 مايو أيار فيما لا يقل عن 40 طلب تأشيرة، وأن بعض الأشخاص لم يتقدموا بطلبات لأن العملية غير واضحة.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن السبل تقطعت بفرقها لأكثر من أسبوعين في بورتسودان ولم يُسمح لها بالانتقال إلى ولايات أخرى.

وذكر قائد منطقة البحر الأحمر اللواء ركن محمد عثمان محمد أن هناك تأخيرات طفيفة نتيجة الإجراءات الأمنية. وقال لرويترز “ليست هناك عقبات في توزيع هذه المساعدات”.

وقال مسؤول بالجيش إن وزارة الخارجية تتعامل مع تأشيرات العاملين في مجال الإغاثة وإن لجنة وطنية تُنسق مع مسؤولين بالصليب الأحمر والهلال الأحمر لتوزيع المساعدات.

ولم ترد الوزارة على طلبات التعليق.

وصرحت الأمم المتحدة بأن عدد الأشخاص الذين سيعانون من الجوع في السودان سيتجاوز 19 مليونا في الأشهر المقبلة. وقالت إنها تحتاج 2.6 مليار دولار لتلبية احتياجات السودان من المساعدات هذا العام.

وذكرت ليني كينزلي من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي علق عمله لمدة أسبوعين بعد مقتل العديد من موظفيه في بداية الصراع “نحو 40 بالمئة من السكان تقريبا لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية”.

وقال البرنامج يوم الخميس إن الغذاء المخصص لنحو 4.4 مليون شخص مهدد الآن بسبب الهجوم على مستودعاته في مدينة الأبيض جنوب غربي الخرطوم التي تعد مقرا لإحدى أكبر القواعد اللوجستية له في أفريقيا.

وصرح البرنامج بأنه فقد بالفعل إمدادات في السودان بقيمة 60 مليون دولار خلال الصراع.

ومضت كينزلي قائلة “نستجيب قدر استطاعتنا ونقدم الدعم، لكن من الصعب جدا تلبية كافة الاحتياجات والوصول لكل فرد”.

(تغطية صحفية إبراهيم محمد إسحاق من بورتسودان وخالد عبد العزيز في دبي – إعداد محمد عطية ونهى زكريا للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى