آراء

ونـشـربُ نحن شعب النُوبة إن وردنــا الـمــاء صـفــواً وتـشـربُ أنت وغـيـرُك يا حمدان دقلو كدراً وطـيـنـا!!

عبدالغني بريش فيوف

في كلام لزعيم ميليشيا الجنجويد محمد حمدان دقلو (حميرتي)، أمام ملتقى الإدارات الأهلية من اقليم جبال النوبة يوم 27 نوفمبر 2022 بقاعة الصداقة، انتقد الجنجويدي “حميرتي”، ما سماها سياسة الكيل بمكيالين في تعامل السلطات مع المتظاهرين، بفتح الجسور أمام بعض المتظاهرين، وإغلاقها أمام الآخرين،  واصفاً ذلك بسياسة كيل بمكيالين بلهجته العربية التشادية المكسرة: (إن التعامل به خيار وفقوس)، متهما جهات لم يسمها بمساعدة متظاهرين للوصول إلى القصر الجمهوري وسط الخرطوم ومنع آخرين، وأضاف هؤلاء متظاهرين وهؤلاء متظاهرين كلهم عندهم مطالب.

والجهات التي لم يجروء هذا الجنجويدي الجبان تسميتها والتي قامت بمساعدة المتظاهرين للوصول الى القصر الجمهوري، هي الشرطة السودانية التي تصرفت بطريقة هادئة ومهنية مع هؤلاء المتظاهرين.

أما الذين سماهم زعيم ميليشيا الجنجويد (بالمتظاهرين)، وهم ليسوا كذلك، بل هؤلاء سيروا مسيرة سلمية للقصر الجمهوري، لتسليمه مذكرة احتجاج، بمناسبة احتلال الجنجويد لمدينة (الياواك) وتشريد أهلها العزل.

الذين ساروا الى القصر الجمهوري، كانوا من شعب النوبة العظيم، سيد هذه الأرض السودانية الطيبة الطاهرة التي تريد ميليشيات الجنجويويد القادمة من خارج الحدود، تدنيس مدينتهم (الياواك) باحتلالها وتشريد أهلها الكرام!ّ!.

            ________

وللرد على هذا الجنجويدي (العربي) الذي لا نشك في “عُروبته” أبدا، لأن (العرب) أمة وحشية باستحكام عوائد التوحش وأسبابه فيهم، فصار لهم خلقا وجبلة. نرد عليه عزيزي القارئ بمعلقة عمرو بن كلثوم التالية:

********************

ونحن الحاكمون إذا أطعنا ،،،،، ونحن العازمون إذا عصينا

ونحن التاركون لما سخطنا ،،،،، ونحن الآخذون لما رضينا

وأنا المانعون إذا أردنا ،،،،، وأنا النازلون بحيث شينا

وأن النازلون بكل ثغر ،،،،، يخاف النازلون به المنونا

ونشرب إن وردنا الماء صفوا ،،،،، ويشرب غيرنا كدرا وطينا

إذا بلغ الفطام لنا صبي ،،،،، تخر له الجبابر ساجدينا

**********************

وكمان نزيد عليه أبيات من شعر شاعرنا الأفريقي محمد الفيتوري التالية:

أنا زنجي…

وأبي زنجي الجدّ…

وأمي زنجيّة…

أنا أسود…

لكنّي حرّ امتلك الحريّة…

أرضي إفريقيّة…

عاشت أرضي…

عاشت أفريقيّة…

      _________

يا محمد حمدان دقلو.. يأيها (العريبي) الصغير. ان شعب النُوبة العظيم، حُر في أرضه “السُودان”، وهو بالتالي لا يستأذن احداً في اقواله وتصرفاته وافعاله وتحركاته.. يقبل في سودانه بمن يشاء ويطرد منه من يشاء!!

يا محمد حمدان دقلو.. شعب النُوبة، لا يستأذن السلطات السودانية للخروج في مظاهرات أو تنظيم مسيرات من أي نوع، لأنه حُر وطليق في “سُودانه”، أمّا أنت وغـيـرُك يا حمدان دقلو من تطلبون الإذن كمهاجرين ودُخلاء!!

من أنت أيها الأجير الميليشي، حتى تقول ان السلطات السودانية، تتعامل بسياسة الكيل بمكيالين مع المتظاهرين، بفتح الجسور أمام بعض المتظاهرين، وإغلاقها أمام الآخرين، وكنت تقصد بكلام هذا -المسيرة السلمية لشعب النوبة الى القصر الجمهوري يوم 9 فبراير 2022م؟

النُوبة يا محمد حمدان دقلو، ما “ناس” كما قال احد أبناء النوبة، لأنهم لم يدخلوا السُودان كغيرهم، بل النُوبة -ملوك ومكوك وسلاطين، أصحاب هذه الأرض الطيبة التي يمتد تأريخها لملايين السنين.. فمن أين جئت أنت يا دقلو حتى تقول -الحكاية في خيار وفقوس؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى