آراء

أي نوباوي انضم لميليشيا الجنجويد -عليه ان يراجع نوباويته!!

عبدالغني بريش فيوف

منذ حرب 15 ابريل 2023، بين الجيش وميليسيا الجنجويد الإرهابية، تظهر على مواقع التواصل الإجتماعي من وقتٍ لآخر، فيديوهات لحثالة من أبناء النوبة، يؤدون قسم الولاء لميليشيا الجنجويد التي تستهدف السودان ارضا وشعبا، وبالتحريض من دول اقليمية وعربية، وخونة بالداخل لا يهمهم سوى الأموال التي تذهب الى جيوبهم.

هؤلاء الأرذلون من أبناء النوبة الذين أيدوا الميليشيا في احتلالها لمنازل المواطنين وتدمير البُنى التحتية والفوقية وما بينهما. وجدوا مبررات انتهازيتهم،ي بالقول أن ميليشيا الجنجويد، تحارب الفلول ودولة 56، إلا أنهم لم يبرروا ويفسروا لنا.. لماذا يبدون قبائل بعينها في اقليم دارفور، ولماذا يحتلون منازل وبيوت المواطنين، بل لماذا يغتصبون النساء والأطفال؟

عزيزي القارئ..

إذا كان من العبث أن يحاول الإنسان تغيير جلده ليصير أكثر بياضاً أو سواداً، فإنه من العبثية وأكثر وقاحة أن يحاول أيضا وضع (الأمور) خارج إطارها الصحيح، ليلبسها لباساً يفقدها معناها ومدلولها.

الجنجويد السفلة الحمقى، في شعاراتهم المزيفة، يقولون انهم يحاربون من أجل الديمقراطية والحرية والسلام في السودان.. لكنهم في خلال ثمانية أشهر من حربهم، دمروا المواطن العادي باحتلال منزله وسرقة ممتلكاته، ودمروا كل المنشآت الحيوية في البلاد، ومارسوا ابشع انواع الارهاب ضد كل من يعترض طريقهم، لصيبحوا كالغربان التي تريد ان تمشي كالطاؤوس، فلم تزدها ذلك إلآ تشوها.

الجنجويد ليسوا من بني البشر، إذا نظرنا الى أفعالهم وأعمالهم التي يقومون بها ضد الوطن والمواطن. هؤلاء ربما قدِموا من كوكب آخر. هم بلا أخلاق وبلا مبادئ ولا يؤتمن مكرهم. انهم يخوضون حربهم بلا حسابات، ويتعمدون للتنكيل والانتقام من الآخرين. المهم عندهم هو العدوان والتعدي وقمع الآخرين (حتى وإن كان هؤلاء الآخرون منهم).

وإذا كان الجنجويد ليسوا من بني البشر، فإن الحثالة من أبناء النوبة الذين يؤيدونهم في اجرامهم، هم كذلك، وبالضرورة، لا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يكونوا جزءا من هذا الشعب النوبي العظيم، لأن هذا الشعب له أخلاق، فالأخلاق لديه عبارة عن مجموعة من القيّم التي يشمل العدل والمساواة والحرية واحترام حقوق وحريات الآخرين، وتقديس حقهم في الاختلاف دون اضطهاد وارهاب.

هذه المبادئ والقيّم الأخلاقية، أصبحت مرجعية ثقافية وحضارية لشعب النوبة، لتكون سندا قانونيا يستقي منها نظامه الإجتماعي والثقافي والسياسي والقوانين.

 هذا الشعب الذي رفض الظلم في كل مراحل تأريخه واخرج الاستعمار التركي والانجليزي والمصري من بلاده، لا يمكنه ابدا ابدا ان يقبل بميليشيا تستهدف ذات الوطن. ومن اخلاقها، الاغتصاب ونهب وسرقة ممتلكات المواطنين، وتخريب المنشآت الحيوية في الدولة وولخ!

عزيزي القارئ..

نعرف جيدا ان الانتهازية (المال) هي التي ساقت هؤلاء الحثالة من أبناء النوبة للإنضمام الى صفوف الجنجويد، لكن مع كل هذا وذاك، لابد ان نذكرهم من هم الجنجويد؟

أولاً/ صحيح ان عشرات الآلاف من الجنجويد الذين يحاربون في السودان اليوم، جاءوا من دول الجوار -كتشاد وافريقيا الوسطى والنيجر ومالي وغينيا وتوغو -تحت عنوان (الفزعة)، إلا ان جنجويد السودان هم الأغلبية واصحاب قرار الحرب.

ثانياً/ جنجويد السودان، هم من قبائل -المسيرية بألوانها المختلفة -الحوازمة بشتى بيوتاتها -الرزيقات بكل امتدادتها، وقبائل أخرى، وهي ذات القبائل التي وقفت مع (المركز) أي الأقلية الحاكمة- تحت عنوان حماية (العُروبة والإسلام)، في حروبه مع شعب النوبة وبقية شعوب السودان.

ثالثاً/ هذه القبائل، ليست على درجة واحدة كقبائل عربية، إنما درجات وطبقات، مما يعني ان أبناء النوبة والنيل الأزرق والهوسا والفلاتا وغيرهم في صفوفها، مجرد بنادق ووقود.

رابعاً/ هذه القبائل التي تدعي اليوم، محاربة (الفلول ودولة 56)، كانت عبر التأريخ السوداني، جزءا من هاتين المنظومتين الارهابيتين.

خامساً/ هذه القبائل الرعوية البربرية، لم تخف يوما ما، عداءها لشعب النوبة، فكانت وما زالت تدعي ان النوبة، مكانهم قمة الجبال، بينما لها سطح الأرض.

سادساً/ هذه القبائل، تريد من حربها، انشاء دولة (آل الجنيد)، خالية من “الزُرقة” كما يطلقون عليها، تمتد من السودان حتى النيجر.

سابعاً/ هذه القبائل الجنجويدية، ابادت قبيلة المساليت بأكملها في الجنينة والطويلة وأردمتا، فما الذي يمنعها من ابادة شعب النوبة والشعوب الرافضة للذل والهوان!

على كل حال، عزيزي القارئ. الفرصة ما زالت متاحة أمام هؤلاء الحثالة من أبناء النوبة، للتراجع وإعلان التوبة وترك هذه المنظومة الإرهابية، والعودة الى صفوف شعب النوبة، ذلك ان هذا الشعب الذي دحر الاستعمار التركي والانجليزي والمصري، كان حامل لمنظومة من القيم، التي آمن وتشبث بها، ومكنته من تحقيق ما يطمح إليه من حرية واستقلال.

سيدحر الشعب النوبي، عصابات الجنجويد، ليس فقط في جبال النوبة، بل في كل السودان، رغم أن القوى في الغالب غير متكافئة بين الجانبين، إلا أن ذلك لم يثن النوبة عن مواصلة الاستماتة لتخليص البلاد من أسوأ حقبة تاريخية مظلمة مرت بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى