أخبار

لجان مقاومة الخرطوم تتهم العسكر «بالتسوّل على موائد المخابرات العالمية»

الخرطوم – «القدس العربي»:

شارك الآلاف من السودانيين، أمس الخميس، في تظاهرات رافضة لاستمرار الانقلاب العسكري، ومنددة بالاتفاق الإطاري، والسياسات الاقتصادية، فيما وجهت لجان المقاومة اتهامات عنيفة للعسكر.
وتوجهت التظاهرات، التي إنطلقت عبر مسارات جديدة، حددتها لجان المقاومة، نحو القصر الرئاسي وسط الخرطوم ومباني البرلمان في مدينة أمدرمان.
واتهمت تنسيقيات لجان المقاومة في الخرطوم، في بيان أمس، “العسكر بالتسول على موائد أجهزة المخابرات العالمية”، مؤكدة أن “الانقلاب يترنح، وعلى وشك السقوط”.
ودعت إلى “وحدة قوى الثورة”، مؤكدة أن “الشعب لن ينخدع بالوعود الكاذبة لأعداء الديمقراطية”، ومن وصفتهم بـ “الفاسدين الذين يعملون على زيادة ثرواتهم وإفقار الشعب”. واعتبرت أن تصاعد التظاهرات، يؤكد على أن “السودانيين متمسكون بثورتهم وتحقيق الحرية والسلام والعدالة”.
وأغلقت السلطات جسر المك نمر الرابط بين مدينتي الخرطوم وبحري، بينما انتشرت قوات الأمن بشكل واسع في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للقوات المسلحة، فضلا عن مباني البرلمان وعدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة.

حملات تفتيش

وعلى الرغم من تنفيذ القوات النظامية حملات تفتيش واسعة استهدفت المركبات، في محطة مواصلات جاكسون وسط الخرطوم وشوارع السوق العربي القريب منها، والتي أعلنتها لجان المقاومة ضمن مسارات تظاهرات الأمس، وإطلاق الأعيرة النارية وعبوات الغاز المسيل للدموع بكثافة، إلا أن المحتجين نجحوا في التقدم إلى شارع القصر المتاخم لمباني القصر الرئاسي.
وتعالت الهتافات المطالبة بإسقاط القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو “حميدتي”، والمطالبة بمحاسبتهم على تنفيذ انقلاب 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وتحقيق العدالة والقصاص لضحايا القمع والانتهاكات منذ بداية الثورة السودانية في ديسمبر/ كانون الأول 2018.
وجدد المحتجون رفضهم للاتفاق الإطاري الموقع مؤخرا بين العسكر وعدد من الأطراف المدنية في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، كما نددوا بالسياسات الاقتصادية للحكومة والزيادات غير المعلنة في الضرائب وأسعار السلع والخدمات.

هتافات

وهتف المحتجون “صحة وتعليم مجان. الشعب يعيش في أمان. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل”، كما رفعوا لافتات عبروا خلالها عن استيائهم من التداعيات الأمنية واستمرار الزيادات في أسعار السلع والخدمات والتي تضاعفت من جديد مع بداية العام الجديد.
ومن منطقة السوق العربي وسط الخرطوم، تحدث محمد آدم (65 عاما) الذي يعمل في متجر للملابس، لـ “القدس العربي” منددا بما وصفه بالهجوم المباغت من القوات النظامية على السوق، وإطلاق عبوات الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة على المارة والتجار، فضلا عن ضربهم وملاحقتهم بالهراوات، مشيرا إلى تعرض العديد من التجار للاختناق بسبب الغاز المسيل للدموع.
ولفت إلى أن السوق السوداني بالأساس يعاني من الركود بسبب السياسات الإقتصادية للحكومة، والزيادات المهولة في الضرائب، بينما يتعمد العسكر ترويع التجار داخل محالهم، ويقمعون المحتجين السلميين الذين لا يملكون سوى الهتاف ومطالبهم بالحكم المدني.
أما المتظاهرة شيماء علي (26 عاما) موظفة، فقد قالت لـ “القدس العربي” إن تظاهرات اليوم (الأمس) “ذكرتها بالأيام الأولى لاندلاع الثورة السودانية، حيث كانت تتجمع التظاهرات بشكل مفاجئ ومن مناطق غير متوقعة للعسكر”، مشيرة إلى أنها ورفيقاتها، “ظنوا أن لا أحد نجح في الوصول إلى السوق العربي، إلا أنهم فوجئوا بعد لحظات بالزغاريد وتدفق المحتجين من كل الاتجاهات”.

«العسكر غير مضمونين»

وأضافت: “يماطل العسكر ويحاولون إرهاق الشارع إلا أن الشعب السوداني ظل يفاجئهم بثباته وتمسكه بشعارات الثورة ويقينه بالنصر ولو طال الإنتظار”
وأشارت إلى أنها “على الرغم من رفضها للاتفاق الإطاري والذي وقع عليه عدد من القوى المطالبة بالحكم المدني الديمقراطي، إلا أنها لا تعتبر الموقعين خونة، ولكن لديهم رؤية مختلفة للحل”.
قالت إنها “متأكدة من فشل هذه الخيار لجهة أن العسكر غير مضمونين وسبق أن نكسوا بعهودهم وقوضوا الانتقال الديمقراطي في البلاد”.
ولفتت إلى أن تظاهرات الخميس “فضلا عن مضمونها السياسي إلا إنها جاءت أيضا رفضا للزيادات المهولة في الأسعار والتي تعتبرها غير معقولة”، متهمة السلطات بـ “العمل على تجويع الشعب للضغط عليه وإسكاته عن المطالبة بالحكم المدني الديمقراطي”.
وزادت: “إنهم يحلمون، إنهم خائفون منا على الرغم من إنهم هم من يحملون السلاح”.
كذلك أبدت سلمى الصديق (22 عاما) خلال تصريح لـ”القدس العربي” تمسكها برفض أي تسوية لا تزيح القادة العسكريين وتخضعهم للمحاسبة على كل الانتهاكات التي ظل يواجهها السودانيون منذ استيلائهم على السلطة.
ونددت كذلك بغلاء المعيشة، وما وصفتها بسياسات وزارة المالية غير المكترثة بالشعب، مضيفة: “صحة وتعليم مجان والشعب يعيش في أمان. ويسقط البرهان وحميدتي كمان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى