أخبار

واشنطن بوست: الذين راهنوا على ترامب في الخارج هم الخاسرون في الانتخابات النصفية

لندن- “القدس العربي”: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا لكاتب العمود فيها ماكس بوت قال فيه إن الجمهوريين خسروا الانتخابات، وخسر كذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي وبنيامين نتنياهو. وقال إن الديمقراطيين حققوا نتائج كبيرة لم يحصلوا عليها منذ القرن الماضي في انتخابات التجديد النصفي ولحزب في السلطة، أما المرشحين الذين صادق عليهم الرئيس السابق دونالد ترامب فقد خسروا. وأشار إلى أن ترددات هذه الانتخابات  ستظهر في الخارج. فالديكتاتوريون والشعبويون من اليمين المتطرف كانوا يأملون بعودة ترامب إلى السلطة من جديد وقد خاب أملهم، أما حلفاء أمريكا الديمقراطيون فقد تنفسوا الصعداء.

الديكتاتوريون والشعبويون من اليمين المتطرف كانوا يأملون بعودة ترامب إلى السلطة من جديد وقد خاب أملهم، أما حلفاء أمريكا الديمقراطيون فقد تنفسوا الصعداء

ويقول بوت إن موسكو وكييف كانتا تراقبان الانتخابات النصفية عن كثب وشعر الأوكرانيون بالخوف من فكرة عودة الجمهوريين إلى السلطة وقطعهم المساعدات عن الحرب. وكان هذا خوفا حقيقيا في ضوء تصريحات كيفن ماكارثي، النائب الجمهوري عن كاليفورنيا، والذي سيقود الغالبية الجمهورية في حال فوز الحزب بمجلس النواب. فقد قال أثناء الحملات الانتخابية إنه لن تكون هناك شيكات مفتوحة لو فاز حزبه. وفي ظل الأداء الفاشل للجيش الروسي فإن قطع المساعدات الأمريكية عن أوكرانيا هو رهان بوتين للانتصار في الحرب. وهو ما يفسر تنشيط الكرملين الذباب الإلكتروني قبل الانتخابات لمساعدة حركة “ماغا” التي يقودها ترامب على الفوز. وقال الدعائيون الروس إن بوتين تجنب حتى الإعلان عن سحب قواته من مدينة خيرسون إلا بعد يوم من الانتخابات لئلا يعطي الرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطي دفعة انتخابية، ولكن الديمقراطيين حققوا نتائج جيدة أما روسيا فقد حصلت على نتائج سيئة.

موسكو وكييف كانتا تراقبان الانتخابات النصفية عن كثب وشعر الأوكرانيون بالخوف من فكرة عودة الجمهوريين إلى السلطة وقطعهم المساعدات عن الحرب

وهناك دولة كانت ستستفيد من انتصار الجمهوريين، وهي الصين، ليس لأن هناك تعاطفا كبيرا معها داخل ماغا مقارنة مع التعاطف مع بوتين، ولكن لأن الصين التي تعد أكبر متحد جيواستراتيجي كانت ستستفيد من رئيس ضعيف وتعمل على تقسيم الأمريكيين. وفاز الرئيس شي جينبينغ بخمسة سنوات أخرى في الحكم بعد تجديد الحزب الشيوعي الصين ولايته، ولو خسر الديمقراطيون لكان شي في وضع قوي عند لقائه مع الرئيس بايدن في قمة العشرين في بالي الإندونيسية. لقد منحت الانتخابات بايدن دفعة قوية لمواصلة أجندته حتى نهاية ولايته في 2024. وسيكون الرئيس في وضع قوي أمام شي وأكثر من هذا فالاقتصاد الأمريكي الذي يعاني من تضخم سيتجنب الركود.

وراقبت دول الشرق الأوسط الانتخابات عن كثب، حيث وضع عدد من حلفاء الولايات المتحدة غير الليبراليين رهاناتهم على نجاح ترامب، وهو الشخص الذي تغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يقومون بها في بلادهم.

وقال الكاتب إن صحافية عربية أخبرته أن نظام بلدها يقوم بسجن المزيد من الصحافيين ويتجاهل احتجاجات وزارة الخارجية الأمريكية لأن بلدها وغيره ينتظرون عودة ترامب إلى البيت الأبيض بعد عامين. وبات أمر كهذا غير محتمل، مما يعني أن على الشارع العربي الاستماع وبانتباه لما ستقوله لهم إدارة بايدن. وتمثل مصر حالة امتحان لإدارة بايدن التي تقوم حسب مستشارها للأمن القومي، جيك سوليفان، بعمل ما تستطيع وتأمين الإفراج عن الكاتب والناشط البريطاني- المصري علاء عبد الفتاح المضرب عن الطعام منذ عدة أشهر. والتقى بايدن بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة المناخ بشرم الشيخ. وربما لن يفعل السيسي ما هو صواب لكن لديه الحوافز للاستماع للرئيس الامريكي أكثر مما كان لديه قبل اللقاء.

راقبت دول الشرق الأوسط الانتخابات، إذ وضع عدد من حلفاء الولايات المتحدة غير الليبراليين رهاناتهم على نجاح ترامب، وهو الشخص الذي تغاضى عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يقومون بها في بلادهم

دولة أخرى في الشرق الأوسط كانت تتجاهل الرئيس بايدن، هي السعودية، فقد قام الرئيس الأمريكي بزيارة لجدة في تموز/يوليو والتقى مع ولي العهد محمد بن سلمان. وكان يأمل بايدن أن تتعاون المملكة مع أمريكا في الحفاظ على مستويات عالية من إنتاج النفط لتخفيف حدة التضخم الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا. ورفض ولي العهد المساعدة فيما نظر إليها كمحاولة للإضرار ببايدن والسماح بعودة ماغا. وأشار الكاتب إلى ما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مواقف ولي العهد من بايدن وأنه لم يثر إعجابه حتى عندما كان نائبا للرئيس باراك أوباما وفضل ترامب عليه.

وخسر الرهان أيضا بنيامين نتنياهو العائد للسلطة، إذ يجب عليه الآن الاستماع وباهتمام أكبر لما يقوله له بايدن وعدم ضم أجزاء من الضفة الغربية، مثلما يطالبه اليمين المتطرف في تحالفه.

وقال الكاتب إنه لا يريد المبالغة في نتائج الانتخابات الامريكية، فلا تزال الولايات المتحدة منقسمة وربما سيطر الجمهوريون على مجلس النواب إلا أن أداء الديمقراطيين القوي وغير المتوقع يترك بايدن في وضع قوي في الداخل والخارج. وتبدو الديمقراطية الأمريكية أكثر عافية مما كانت عليه قبل أسبوع ولفرحة الديمقراطيين وغضب الديكتاتوريين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى